شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أدعية علي عند خروجه من الكوفة لحرب معاوية

صفحة 168 - الجزء 3

  الليل في النهار ويولج النهار في الليل، والحمد لله كلما وقب ليل وغسق، والحمد لله كلما لاح نجم وخفق، ثم أقام حتى صلى الغداة، ثم شخص حتى بلغ إلى قبة قبين وفيها نخل طوال إلى جانب البيعة من وراء النهر، فلما رآها قال: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ ١٠}⁣[ق: ١٠]، ثم أقحم دابته النهر فعبر إلى تلك البيعة فنزلها ومكث قدر الغداء.

  قال نصر: وحدثنا عمر بن سعد، عن محمد بن مخنف بن سليم قال: إني لأنظر إلى أبي وهو يساير عليا #، وعلي يقول له: إن بابل أرض قد خسف بها فحرك دابتك لعلنا نصلي العصر خارجا منها، فحرك دابته وحرك الناس دوابهم في أثره، فلما جاز جسر الفرات نزل فصلى بالناس العصر، قال: حدثني عمر بن عبد الله، بن يعلى، بن مرة الثقفي، عن أبيه، عن عبد خير قال: كنت مع علي أسير في أرض بابل، قال: وحضرت الصلاة صلاة العصر، قال: فجعلنا لا نأتي مكانا إلا رأيناه أفيح من الآخر، قال: حتى أتينا على مكان أحسن ما رأينا، وقد كادت الشمس أن تغيب، قال: فنزل علي # فنزلت معه، قال: فدعا الله فرجعت الشمس كمقدارها من صلاة العصر، قال: فصليت العصر، ثم غابت الشمس، ثم خرج حتى أتى دير كعب، ثم خرج منه فبات بساباط فأتاه دهاقينها يعرضون عليه النزل والطعام، فقال: لا ليس ذلك لنا عليكم، فلما أصبح وهو بمظلم ساباط