شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

خروج علي لحرب معاوية وما دار بينه وبين أصحابه

صفحة 187 - الجزء 3

  قال نصر: وحدثني عمر بن سعد، عن يوسف بن يزيد، عن عبد الله بن عوف بن الأحمر، أن عليا # لم يبرح النخيلة حتى قدم عليه ابن عباس بأهل البصرة، قال: وكان كتاب علي # إلى ابن عباس، أما بعد، فاشخص إلي بمن قبلك من المسلمين والمؤمنين، وذكرهم بلائي عندهم وعفوي عنهم في الحرب، وأعلمهم الذي لهم في ذلك من الفضل والسلام.

  قال: فلما وصل كتابه إلى ابن عباس بالبصرة، قام في الناس فقرأ عليهم الكتاب، وحمد الله وأثنى عليه، وقال: أيها الناس، استعدوا للشخوص إلى إمامكم وانفروا خفافا وثقالا، وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم، فإنكم تقاتلون المحلين القاسطين الذين لا يقرءون القرآن، ولا يعرفون حكم الكتاب، ولا يدينون دين الحق مع أمير المؤمنين، وابن عم رسول الله الآمر بالمعروف، والناهي عن المنكر، والصادع بالحق والقيم بالهدى، والحاكم بحكم الكتاب الذي لا يرتشي في الحكم ولا يداهن الفجار، ولا تأخذه في الله لومة لائم.

  فقام إليه الأحنف بن قيس، فقال: نعم والله لنجيبنك ولنخرجن معك على العسر واليسر، والرضا والكره، نحتسب في ذلك الأجر، ونأمل به من الله العظيم حسن الثواب.

  وقام خالد بن المعمر السدوسي، فقال: سمعنا وأطعنا فمتى استنفرتنا نفرتا، ومتى دعوتنا أجبنا.

  وقام عمرو بن مرجوم العبدي، فقال: وفق الله أمير المؤمنين وجمع له أمر المسلمين