48 - ومن خطبة له # عند المسير إلى الشام
  ومقدمة الجيش بكسر الدال أوله وما يتقدم منه على جمهور العسكر، ومقدمة الإنسان بفتح الدال صدره، والملطاط حافة الوادي وشفيرة وساحل البحر.
  قال رؤبة: نحن جمعنا الناس بالملطاط.
  قال الأصمعي: يعني به ساحل البحر، وقول ابن مسعود هذا الملطاط طريق بقية المؤمنين هرابا من الدجال يعني به شاطئ الفرات.
  فأما قول الرضي ¦: الملطاط السمت الذي أمرهم بلزومه، وهو شاطئ الفرات، ويقال ذلك لشاطئ البحر فلا معنى له؛ لأنه لا فرق بين شاطئ الفرات وشاطئ البحر، وكلاهما أمر واحد، وكان الواجب أن يقول الملطاط السمت في الأرض، ويقال أيضا لشاطئ البحر.
  والشرذمة نفر قليلون.
  وموطنين أكناف دجلة، أي: قد جعلوا أكنافها وطنا أوطنت البقعة والأكناف الجوانب واحدها كنف، والأمداد جمع مدد، وهو ما يمد به الجيش تقوية له.
  وهذه الخطبة خطب بها أمير المؤمنين #، وهو بالنخيلة خارجا من الكوفة، ومتوجها إلى صفين لخمس بقين من شوال سنة سبع وثلاثين ذكرها جماعة من أصحاب السير وزادوا فيها، قد أمرت على المصر عقبة بن عمرو الأنصاري، ولم آلكم ولا نفسي فإياكم والتخلف والتربص، فإني قد خلفت مالك بن حبيب اليربوعي، وأمرته ألا يترك متخلفا إلا ألحقه بكم عاجلا إن شاء الله.