1 - فمن خطبة له # يذكر فيها ابتداء خلق السماء والأرض وخلق آدم
  الفجر، أي انتشر ضوءه ورقيم مائر، أي لوح متحرك سمي الفلك رقيما تشبيها باللوح؛ لأنه مسطح فأما القطب الراوندي فقال: إنه # ذكر قبل هذه الكلمات أنه أنشأ حيوانا له أعضاء وأحناء، ثم ذكر هاهنا أنه فتق السماء وميز بعضها عن بعض، ثم ذكر أن بين كل سماء وسماء مسيرة خمسمائة عام، وهي سبع سموات وكذلك بين كل أرض وأرض وهي سبع أيضا، وروى حديث البقرة التي تحمل الملك الحامل للعرش والصخرة التي تحمل البقرة والحوت الذي يحمل الصخرة.
  ولقائل أن يقول إنه # لم يذكر فيما تقدم أن الله تعالى خلق حيوانا ذا أعضاء ولا قوله الآن، ثم أنشأ سبحانه فتق الأجواء هو معنى قوله تعالى: {أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا}[الأنبياء: ٣٠] ألا تراه كيف صرح # بأن البارئ سبحانه خلق الهواء الذي هو الفضاء وعبر عن ذلك بقوله، ثم أنشأ سبحانه فتق الأجواء وليس فتق الأجواء هو فتق السماء.
  فإن قلت فكيف يمكن التطبيق بين كلامه # وبين الآية.
  قلت إنه تعالى لما سلط الريح على الماء فعصفت به حتى جعلته بخارا وزبدا وخلق من أحدهما السماء ومن الآخر الأرض كان فاتقا لهما من شيء واحد وهو الماء.
  فأما حديث البعد بين السموات وكونه مسيرة خمسمائة عام بين كل سماء وسماء، فقد ورد ورودا لم يوثق به وأكثر الناس على خلاف ذلك، وكون الأرض سبعا أيضا