القول في الملائكة وأقسامهم
  # وحمله على متن ريح عاصفة وزعزع قاصفة لكانت الريحان الأولى والثانية منكرتين معا وهما متغايرتان، وإنما علمنا تغايرهما؛ لأن إحداهما تحت الماء والأخرى فوقه والجسم الواحد لا يكون في جهتين: (ثُمَّ فَتَقَ مَا بَيْنَ اَلسَّمَوَاتِ اَلْعُلاَ فَمَلَأَهُنَّ أَطْوَاراً مِنْ مَلاَئِكَتِهِ مِنْهُمْ سُجُودٌ لاَ يَرْكَعُونَ وَرُكُوعٌ لاَ يَنْتَصِبُونَ وَصَافُّونَ لاَ يَتَزَايَلُونَ وَمُسَبِّحُونَ لاَ يَسْأَمُونَ لاَ يَغْشَاهُمْ نَوْمُ اَلْعُيُونِ وَلاَ سَهْوُ اَلْعُقُولِ وَلاَ فَتْرَةُ اَلْأَبْدَانِ وَلاَ غَفْلَةُ اَلنِّسْيَانِ وَمِنْهُمْ أُمَنَاءُ عَلَى وَحْيِهِ وَأَلْسِنَةٌ إِلَى رُسُلِهِ وَمُخْتَلِفُونَ [مُتَرَدِّدُونَ] بِقَضَائِهِ وَأَمْرِهِ وَمِنْهُمُ اَلْحَفَظَةُ لِعِبَادِهِ وَاَلسَّدَنَةُ [اَلسَّنَدَةُ] لِأَبْوَابِ جِنَانِهِ وَمِنْهُمُ اَلثَّابِتَةُ فِي اَلْأَرَضِينَ اَلسُّفْلَى أَقْدَامُهُمْ وَاَلْمَارِقَةُ مِنَ اَلسَّمَاءِ اَلْعُلْيَا أَعْنَاقُهُمْ وَاَلْخَارِجَةُ مِنَ اَلْأَقْطَارِ أَرْكَانُهُمْ وَاَلْمُنَاسِبَةُ لِقَوَائِمِ اَلْعَرْشِ أَكْتَافُهُمْ نَاكِسَةٌ دُونَهُ أَبْصَارُهُمْ مُتَلَفِّعُونَ تَحْتَهُ بِأَجْنِحَتِهِمْ مَضْرُوبَةٌ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَنْ دُونَهُمْ حُجُبُ اَلْعِزَّةِ وَأَسْتَارُ اَلْقُدْرَةِ لاَ يَتَوَهَّمُونَ رَبَّهُمْ بِالتَّصْوِيرِ وَلاَ يُجْرُونَ عَلَيْهِ صِفَاتِ اَلْمَصْنُوعِينَ [اَلْمَخْلُوقِينَ] وَلاَ يَحُدُّونَهُ بِالْأَمَاكِنِ وَلاَ يُشِيرُونَ إِلَيْهِ بِالنَّظَائِرِ)
القول في الملائكة وأقسامهم
  الملك عند المعتزلة حيوان نوري فمنه شفاف عادم اللون كالهواء، ومنه ملون بلون الشمس، والملائكة عندهم قادرون عالمون أحياء بعلوم وقدر وحياة كالواحد منا ومكلفون كالواحد منا إلا أنهم معصومون، ولهم في كيفية تكليفهم كلام؛ لأن التكليف