شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الأشعار الواردة في الإباء والأنف من احتمال الضيم

صفحة 247 - الجزء 3

  وقد يقعد القوم في دارهم ... إذا لم يضاموا وإن أجدبوا

  ويرتحل القوم عند الهوان ... عن دارهم بعد ما أخصبوا

  وقد كان سامة في قومه ... له مطعم وله مشرب

  فساموه خسفا فلم يرضه ... وفي الأرض عن ضيمهم مهرب

  وقال آخر:

  إن الهوان حمار القوم يعرفه ... والحر ينكره والرسلة الأجد

  ولا يقيم على خسف يراد به ... إلا الأذلان عير الحي والوتد

  هذا على الخسف مشدود برمته ... وذا يشج فلا يأوي له أحد

  فإن أقمتم على ضيم يراد بكم ... فإن رحلي له وال ومعتمد

  وفي البلاد إذا ما خفت بادرة ... مكروهة عن ولاة السوء مفتقد

  وقال بعض بني أسد:

  إني امرؤ من بني خزيمة لا ... أطعم خسفا لناعب نعبا

  لست بمعط ظلامة أبدا ... عجما ولا أتقي بها عربا

  دخل مويلك السدوسي إلى البصرة يبيع إبلا فأخذ عامل الصدقة بعضها، فخرج إلى البادية وقال:

  ناق إني أرى المقام على الضيم ... عظيما في قبة الإسلام

  قد أراني ولي من العامل النصف ... بحد السنان أو بالحسام