شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الأشعار الواردة في الإباء والأنف من احتمال الضيم

صفحة 248 - الجزء 3

  ووثقت بالدنيا وأنت ترى جماعتها شتاتا

  وعزمت ويك على الحياة وطولها عزما بتاتا

  يا من رأى أبويه فيمن قد رأى كانا فماتا

  هل فيهما لك عبرة أم خلت إن لك انفلاتا

  ومن الذي طلب التفلت من منيته ففاتا

  كل تصبحه المنية أو تبيته بياتا

  وله:

  أرى الدنيا لمن هي في يديه ... عذابا كلما كثرت لديه

  تهين المكرمين لها بصغر ... وتكرم كل من هانت عليه

  إذا استغنيت عن شيء فدعه ... وخذ ما أنت محتاج إليه

  وله:

  ألم تر ريب الدهر في كل ساعة ... له عارض فيه المنية تلمع

  أيا باني الدنيا لغيرك تبتني ... ويا جامع الدنيا لغيرك تجمع

  أرى المرء وثابا على كل فرصة ... وللمرء يوما لا محالة مصرع

  ينازل ما لا يملك الملك غيره ... متى تنقضي حاجات من ليس يشبع

  وأي امرئ في غاية ليس نفسه ... إلى غاية أخرى سواها تطلع

  وله:

  سل الأيام عن أمم تقضت ... ستخبرك المعالم والرسوم