شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أباة الضيم وأخبارهم

صفحة 250 - الجزء 3

  أو الذلة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وحجز طهرت وأنوف حمية ونفوس أبية.

  وهذا نحو قول أبيه #، وقد ذكرناه فيما تقدم إن امرأ أمكن عدوا من نفسه يعرق لحمه، ويفري جلده ويهشم عظمه لعظيم عجزه ضعيف ما ضمت عليه جوانح صدره، فكن أنت ذاك إن شئت، فأما أنا فدون أن أعطي ذلك ضرب بالمشرفية تطير منه فراش الهام وتطيح السواعد والأقدام.

  وقال العباس بن مرداس السلمي:

  مقال امرئ يهدي إليك نصيحة ... إذا معشر جادوا بعرضك فابخل

  وإن بوءوك منزلا غير طائل ... غليظا فلا تنزل به وتحول

  ولا تطعمن ما يعلفونك إنهم ... أتوك على قرباهم بالمثمل

  أراك إذا قد صرت للقوم ناضحا ... يقال له بالغرب أدبر وأقبل

  فخذها فليست للعزيز بخطة ... وفيها مقام لامرئ متذلل