شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

اختلاف الأقوال في خلق الجنة والنار

صفحة 108 - الجزء 1

  وكان هذا النمط في كلامه ينفق على أهل بغداد، وصار له بينهم صيت مشهور واسم كبير، وحكى عنه أبو الفرج بن الجوزي في التاريخ أنه قال على المنبر: معاشر الناس، إني كنت دائما أدعوكم إلى الله وأنا اليوم أحذركم منه، والله ما شدت الزنانير إلا في حبه، ولا أديت الجزية إلا في عشقه.

  وقال أيضا: إن رجلا يهوديا أدخل عليه ليسلم على يده، فقال له: لا تسلم.

  فقال له الناس: كيف تمنعه من الإسلام.

  فقال: احملوه إلى أبي حامد يعني أخاه ليعلمه لا لا المنافقين، ثم قال: ويحكم أتظنون أن قوله لا إله إلا الله منشور ولايته ذا منشور عزله، وهذا نوع تعرفه الصوفية بالغلو والشطح.

  ويروى عن أبي يزيد البسطامي منه كثير.

  ومما يتعلق بما نحن فيه ما رووه عنه من قوله:

  فمن آدم في البين ... ومن إبليس لولاكا

  فتنت الكل والكل ... مع الفتنة يهواكا

  ويقال: ول من قاس إبليس فأخطأ في القياس وهلك بخطئه، ويقال: إن أول حمية وعصبية ظهرت عصبية إبليس وحميته.

اختلاف الأقوال في خلق الجنة والنار

  فإن قيل فما قول شيوخكم في الجنة والنار، فإن المشهور عنهم أنهما لم يخلقا وسيخلقان