قطري بن الفجاءة المازني
  أليس من الفضائل أن قومي ... غدوا مستلئمين مجاهدينا
  قال: وتزعم الرواة أنهم في أيام حصارهم كانوا يتواقفون، ويحمل بعضهم على بعض، وربما كانت مواقفة بغير حرب، وربما اشتدت الحرب بينهم، وكان رجل من أصحاب عتاب يقال له: شريح، ويكنى أبا هريرة إذا تحاجز القوم مع المساء نادى بالخوارج، والزبير بن علي:
  يا ابن أبي الماحوز والأشرار ... كيف ترون يا كلاب النار
  شد أبي هريرة الهرار ... يهركم بالليل والنهار
  ألم تروا جيا على المضمار ... تمسي من الرحمن في جوار
  فغاظهم ذلك فكمن له عبيدة بن هلال فضربه بالسيف، واحتمله أصحابه، وظنت الخوارج أنه قد قتل، فكانوا إذا تواقفوا نادوهم ما فعل الهرار، فيقولون ما به من بأس حتى أبل من علته، فخرج إليهم، فقال: يا أعداء الله، أترون بي بأسا فصاحوا به قد كنا نرى أنك قد لحقت بأمك الهاوية إلى النار الحامية.
قطري بن الفجاءة المازني
  ومنهم قطري بن الفجاءة المازني.
  قال أبو العباس: لما قتل الزبير بن علي أدارت الخوارج أمرها، فأرادوا تولية عبيدة بن هلال، فقال: أدلكم على من هو خير لكم مني من يطاعن في قبل، ويحمي في دبر عليكم