شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في الكلام على السجع

صفحة 126 - الجزء 1

فصل في الكلام على السجع

  واعلم أن قوما من أرباب علم البيان عابوا السجع، وأدخلوا خطب أميرالمؤمنين # في جملة ما عابوه؛ لأنه يقصد فيها السجع وقالوا إن الخطب الخالية من السجع والقرائن والفواصل، هي خطب العرب وهي المستحسنة الخالية من التكلف كخطبة النبي ÷ في حجة الوداع، وهي: (الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على العمل بطاعته وأستفتح الله بالذي هو خير أما بعد أيها الناس اسمعوا مني أبين لكم، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا، أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا أهل بلغت اللهم اشهد من كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها وإن ربا الجاهلية موضوع وأول ربا أبدأ به ربا العباس بن عبد المطلب وإن دماء الجاهلية موضوعة وأول دم أبدأ به دم آدم بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير