شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

3 - ومن خطبة له وهي المعروفة بالشقشقية:

صفحة 151 - الجزء 1

٣ - ومن خطبة له وهي المعروفة بالشقشقية:

  أَمَا وَاَللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا فُلاَنٌ [اِبْنُ أَبِي قُحَافَةَ] اِبْنُ أَبِي قُحَافَةَ وَإِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنْ مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ اَلْقُطْبِ مِنَ اَلرَّحَى يَنْحَدِرُ عَنِّي اَلسَّيْلُ وَلاَ يَرْقَى إِلَيَّ اَلطَّيْرُ فَسَدَلْتُ دُونَهَا ثَوْباً وَطَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً وَطَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَدٍ جَذَّاءَ [جِدٍّ] أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَةٍ [ظَلْمَةٍ] عَمْيَاءَ يَهْرَمُ فِيهَا اَلْكَبِيرُ وَيَشِيبُ فِيهَا اَلصَّغِيرُ وَيَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ فَرَأَيْتُ أَنَّ اَلصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى فَصَبَرْتُ وَفِي اَلْعَيْنِ قَذًى وَفِي اَلْحَلْقِ شَجًا أَرَى تُرَاثِي نَهْباً سدلت دونها ثوبا)، أي: أرخيت، يقول ضربت بيني وبينها حجابا فعل الزاهد فيها الراغب عنها، وطويت عنها كشحا، أي: قطعتها وصرمتها، وهو مثل قالوا؛ لأن من كان إلى جانبك الأيمن ماثلا فطويت كشحك الأيسر فقد ملت عنه والكشح ما بين الخاصرة والجنب وعندي أنهم أرادوا غير ذلك، وهو أن من أجاع نفسه فقد طوى كشحه كما أن من أكل وشبع فقد ملأ كشحه، فكأنه أراد أني أجعت نفسي عنها ولم ألقمها واليد الجذاء بالدال المهملة وبالذال المعجمة والحاء المهملة مع الذال المعجمة كله بمعنى المقطوعة والطخية قطعة من الغيم والسحاب وقوله عمياء تأكيد لظلام الحال واسودادها يقولون مفازة عمياء، أي: يعمى فيها الدليل