شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

خطبة للإمام علي بعد مقتل محمد بن أبي بكر

صفحة 94 - الجزء 6

  قال المدائني وقيل لعلي # لقد جزعت على محمد بن أبي بكر يا أمير المؤمنين فقال وما يمنعني أنه كان لي ربيبا وكان لبني أخا وكنت له والدا أعده ولدا

خطبة للإمام علي بعد مقتل محمد بن أبي بكر

  وروى إبراهيم عن رجاله عن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه قال خطب علي # بعد فتح مصر وقتل محمد بن أبي بكر فقال أما بعد فإن الله بعث محمدا نذيرا للعالمين وأمينا على التنزيل وشهيدا على هذه الأمة وأنتم معاشر العرب يومئذ على شر دين وفي شر دار منيخون على حجارة خشن وحيات صم وشوك مبثوث في البلاد تشربون الماء الخبيث وتأكلون الطعام الخبيث تسفكون دماءكم وتقتلون أولادكم وتقطعون أرحامكم وتأكلون أموالكم بينكم بالباطل سبلكم خائفة والأصنام فيكم منصوبة ولا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون.

  فمن الله ø عليكم بمحمد فبعثه إليكم رسولا من أنفسكم فعلمكم الكتاب والحكمة والفرائض والسنن وأمركم بصلة أرحامكم وحقن دمائكم وصلاح ذات البين وأن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وأن توفوا بالعهد ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وأن تعاطفوا وتباروا وتراحموا ونهاكم عن التناهب والتظالم والتحاسد والتباغي والتقاذف وعن شرب الخمر وبخس المكيال ونقص الميزان وتقدم إليكم فيما يتلى عليكم ألا تزنوا ولا تربوا ولا تأكلوا أموال