شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

69 - وقال # في سحرة اليوم الذي ضرب فيه

صفحة 112 - الجزء 6

٦٩ - وقال # في سحرة اليوم الذي ضرب فيه

  مَلَكَتْنِي عَيْنِي وَأَنَا جَالِسٌ فَسَنَحَ لِي رَسُولُ اَللَّهِ ÷ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ مَا ذَا لَقِيتُ مِنْ أُمَّتِكَ مِنَ اَلْأَوَدِ وَاَللَّدَدِ فَقَالَ اُدْعُ عَلَيْهِمْ فَقُلْتُ أَبْدَلَنِيَ اَللَّهُ بِهِمْ خَيْراً مِنْهُمْ وَأَبْدَلَهُمْ بِي شَرّاً لَهُمْ مِنِّي قال الرضي | يعني بالأود الاعوجاج وباللدد الخصام وهذا من أفصح الكلام قوله ملكتني عيني من فصيح الكلام يريد غلبني النوم قوله فسنح لي رسول الله ÷ يريد مر بي كما تسنح الظباء والطير يمر بك ويعترض لك.

  وذا هاهنا بمعنى الذي كقوله تعالى {مَاذَا تَرَى}⁣[الصافات: ١٠٢] أي ما الذي ترى يقول قلت له ما الذي لقيت من أمتك وما هاهنا استفهامية كأي ويقال ذلك فيما يستعظم أمره كقوله سبحانه {الْقَارِعَةُ ١ مَا الْقَارِعَةُ ٢}⁣[القارعة: ١ - ٢] وشرا هاهنا لا يدل على أن فيه شرا كقوله {قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ}⁣[الفرقان: ١٥] لا يدل على أن في النار خيرا