شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

70 - ومن كلام له # في ذم أهل العراق

صفحة 127 - الجزء 6

٧٠ - ومن كلام له # في ذم أهل العراق

  أَمَّا بَعْدُ يَا أَهْلَ اَلْعِرَاقِ فَإِنَّمَا أَنْتُمْ كَالْمَرْأَةِ اَلْحَامِلِ حَمَلَتْ فَلَمَّا أَتَمَّتْ أَمْلَصَتْ وَمَاتَ قَيِّمُهَا وَطَالَ تَأَيُّمُهَا وَوَرِثَهَا أَبْعَدُهَا.

  أَمَا وَاَللَّهِ مَا أَتَيْتُكُمُ اِخْتِيَاراً وَلَكِنْ جِئْتُ إِلَيْكُمْ [أَتَيْتُكُمْ] سَوْقاً وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ تَقُولُونَ عَلِيٌّ يَكْذِبُ قَاتَلَكُمُ اَللَّهُ تَعَالَى فَعَلَى مَنْ أَكْذِبُ أَ عَلَى اَللَّهِ فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ أَمْ عَلَى نَبِيِّهِ فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَ بِهِ كَلاَّ وَاَللَّهِ لَكِنَّهَا لَهْجَةٌ غِبْتُمْ عَنْهَا وَلَمْ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهَا وَيْلُمِّهِ كَيْلاً بِغَيْرِ ثَمَنٍ لَوْ كَانَ لَهُ وِعَاءٌ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ أملصت الحامل ألقت ولدها سقاطا وقيمها بعلها وتأيمها خلوها عن الأزواج يقول لما شارفتم استئصال أهل الشام وظهرت أمارات الظفر لكم ودلائل الفتح نكصتم وجنحتم إلى السلم والإجابة إلى التحكيم عند رفع المصاحف فكنتم كالمرأة الحامل لما أتمت أشهر حملها ألقت ولدها إلقاء غير طبيعي نحو أن تلقيه لسقطة أو ضربة أو عارض يقتضي أن تلقيه هالكا.

  ثم لم يكتف لهم بذلك حتى قال ومات بعلها وطال تأيمها وورثها أبعدها أي لم يكن لها ولد وهو أقرب المخلفين إلى الميت ولم يكن لها بعل فورثها الأباعد عنها