شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في ذم الكذب وحقارة الكذابين

صفحة 357 - الجزء 6

  ثم نهى عن المباغضة وقال إنها الحالقة أي المستأصلة التي تأتي على القوم كالحلق للشعر.

  ثم نهى عن الأمل وطوله وقال إنه يورث العقل سهوا وينسي الذكر ثم أمر بإكذاب الأمل ونهى عن الاعتماد عليه والسكون إليه فإنه من باب الغرور.

  وقد ذكرنا في الأمل وطوله نكتا نافعة فيما تقدم ويجب أن نذكر ما جاء في النهي عن الكذب

فصل في ذم الكذب وحقارة الكذابين

  جاء في الخبر عن رسول الله ÷ إذا كذب العبد كذبة تباعد الملك منه مسيرة ميل من نتن ما جاء به

  وعنه # إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب فيكتب عند الله كاذبا وعليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر ليهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق فيكتب عند الله صادقا

  وروي أن رجلا قال للنبي ÷ أنا يا رسول الله أستسر بخلال أربع الزنا وشرب الخمر والسرق والكذب فأيتهن شئت تركتها لك قال دع الكذب فلما ولى هم بالزنا فقال يسألني فإن جحدت نقضت ما جعلت له وإن أقررت حددت ثم هم بالسرق ثم بشرب الخمر ففكر في مثل ذلك فرجع إليه فقال قد أخذت على السبيل كله فقد تركتهن أجمع

  قال العباس بن عبد المطلب لابنه عبد الله يا بني أنت أفقه مني وأنا أعقل منك