شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

95 - ومن خطبة له #

صفحة 67 - الجزء 7

٩٥ - ومن خطبة له #

  اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلْأَوَّلِ فَلاَ شَيْ ءَ قَبْلَهُ وَاَلآْخِرِ فَلاَ شَيْ ءَ بَعْدَهُ وَاَلظَّاهِرِ فَلاَ شَيْ ءَ فَوْقَهُ وَاَلْبَاطِنِ فَلاَ شَيْ ءَ دُونَهُ تقدير الكلام والظاهر فلا شيء أجلى منه والباطن فلا شيء أخفى منه فلما كان الجلاء يستلزم العلو والفوقية والخفاء يستلزم الانخفاض والتحتية عبر عنهما بما يلازمهما وقد تقدم الكلام في معنى الأول والآخر والظاهر والباطن.

  وذهب أكثر المتكلمين إلى أن الله تعالى يعدم أجزاء العالم ثم يعيدها وذهب قوم منهم إلى أن الإعادة إنما هي جمع الأجزاء بعد تفريقها لا غير.

  واحتج الأولون بقوله تعالى {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ}⁣[الحديد: ٣] قالوا لما كان أولا بمعنى أنه الموجود ولا موجود معه وجب أن يكون آخرا بمعنى أنه سيئول الأمر إلى عدم كل شيء إلا ذاته تعالى كما كان أولا والبحث المستقصى في هذا الباب مشروح في كتبنا الكلامية