شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

100 - ومن خطبة له # وهي من الخطب التي تشتمل على ذكر الملاحم

صفحة 96 - الجزء 7

١٠٠ - ومن خطبة له # وهي من الخطب التي تشتمل على ذكر الملاحم

  اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلْأَوَّلِ قَبْلَ كُلِّ أَوَّلٍ وَاَلآْخِرِ بَعْدَ كُلِّ آخِرٍ وَبِأَوَّلِيَّتِهِ وَجَبَ أَنْ لاَ أَوَّلَ لَهُ وَبِآخِرِيَّتِهِ وَجَبَ أَنْ لاَ آخِرَ لَهُ يقول البارئ تعالى موجود قبل كل شيء يشير العقل إليه ويفرضه أول الموجودات وكذلك هو موجود بعد كل شيء يشير العقل إليه ويفرضه آخر ما يبقى من جميع الموجودات فإن البارئ سبحانه بالاعتبار الأول يكون أولا قبل كل ما يفرض أولا وبالاعتبار الثاني يكون آخرا بعد كل ما يفرض آخرا.

  فأما قوله بأوليته وجب أن لا أول له إلى آخر الكلام فيمكن أن يفسر على وجهين أحدهما أنه تعالى لما فرضناه أولا مطلقا تبع هذا الفرض أن يكون قديما أزليا وهو المعني بقوله وجب أن لا أول وإنما تبعه ذلك لأنه لو لم يكن أزليا لكان محدثا فكان له محدث والمحدث متقدم على المحدث لكنا فرضناه أولا مطلقا أي لا يتقدم عليه شيء فيلزم المحال والخلف وهكذا القول في آخريته لأنا إذا فرضناه آخرا مطلقا تبع هذا الفرض أن يكون مستحيل العدم وهو المعني بقوله وجب أن لا آخر له