شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

5 - ومن كلام خطبة له # لما قبض رسول الله ÷ وخاطبه العباس وأبو سفيان بن حرب في أن يبايعا له بالخلافة

صفحة 213 - الجزء 1

٥ - ومن كلام خطبة له # لما قبض رسول الله ÷ وخاطبه العباس وأبو سفيان بن حرب في أن يبايعا له بالخلافة

  وذلك بعد أن تمت البيعة لأبي بكر في السقيفة وفيها ينهى عن الفتنة ويبين عن خلقه وعلمه (أَيُّهَا اَلنَّاسُ شُقُّوا أَمْوَاجَ اَلْفِتَنِ بِسُفُنِ اَلنَّجَاةِ وَعَرِّجُوا عَنْ طَرِيقِ اَلْمُنَافَرَةِ وَضَعُوا تِيجَانَ اَلْمُفَاخَرَةِ أَفْلَحَ مَنْ نَهَضَ بِجَنَاحٍ أَوِ اِسْتَسْلَمَ فَأَرَاحَ هَذَا مَاءٌ آجِنٌ وَلُقْمَةٌ يَغَصُّ بِهَا آكِلُهَا وَمُجْتَنِي اَلثَّمَرَةِ لِغَيْرِ وَقْتِ إِينَاعِهَا كَالزَّارِعِ بِغَيْرِ أَرْضِهِ فَإِنْ أَقُلْ يَقُولُوا حَرَصَ عَلَى اَلْمُلْكِ وَإِنْ أَسْكُتْ يَقُولُوا جَزِعَ مِنَ اَلْمَوْتِ هَيْهَاتَ بَعْدَ اَللَّتَيَّا وَاَلَّتِي وَاَللَّهِ لاَبْنُ أَبِي طَالِبٍ آنَسُ بِالْمَوْتِ مِنَ اَلطِّفْلِ بِثَدْيِ أُمِّهِ بَلِ اِنْدَمَجْتُ عَلَى مَكْنُونِ عِلْمٍ لَوْ بُحْتُ بِهِ لاَضْطَرَبْتُمْ اِضْطِرَابَ اَلْأَرْشِيَةِ فِي اَلطَّوِيِّ اَلْبَعِيدَةِ)، المفاخرة أن يذكر كل واحد من الرجلين مفاخره وفضائله وقديمه، ثم يتحاكما إلى ثالث والماء الآجن المتغير الفاسد أجن الماء بفتح الجيم يأجن ويأجن بالكسر والضم والإيناع إدراك الثمرة، واللتيا تصغير التي كما أن اللذيا تصغير الذي، واندمجت انطويت والطوي البئر المطوية بالحجارة، يقول: تخلصوا عن الفتنة وانجوا منها بالمتاركة والمسالمة والعدول عن المنافرة والمفاخرة.