شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

107 - ومن خطبة له # وهي من خطب الملاحم

صفحة 181 - الجزء 7

١٠٧ - ومن خطبة له # وهي من خطب الملاحم

  اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلْمُتَجَلِّي لِخَلْقِهِ بِخَلْقِهِ وَاَلظَّاهِرِ لِقُلُوبِهِمْ بِحُجَّتِهِ خَلَقَ اَلْخَلْقَ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ إِذْ كَانَتِ اَلرَّوِيَّاتُ لاَ تَلِيقُ إِلاَّ بِذَوِي اَلضَّمَائِرِ وَلَيْسَ بِذِي ضَمِيرٍ فِي نَفْسِهِ خَرَقَ عِلْمُهُ بَاطِنَ غَيْبِ اَلسُّتُرَاتِ وَأَحَاطَ بِغُمُوضِ عَقَائِدِ اَلسَّرِيرَاتِ الملاحم جمع ملحمة وهي الوقعة العظيمة في الحرب ولما كانت دلائل إثبات الصانع ظاهرة ظهور الشمس وصفه # بكونه ظهر وتجلى لخلقه ودلهم عليه بخلقه إياهم وإيجاده لهم.

  ثم أكد ذلك بقوله والظاهر لقلوبهم بحجته ولم يقل لعيونهم لأنه غير مرئي ولكنه ظاهر للقلوب بما أودعها من الحجج الدالة عليه.

  ثم نفى عنه الروية والفكر والتمثيل بين خاطرين ليعمل على أحدهما لأن ذلك إنما يكون لأرباب الضمائر والقلوب أولي النوازع المختلفة والبواعث المتضادة.

  ثم وصفه بأن علمه محيط بالظاهر والباطن والماضي والمستقبل فقال إن علمه خرق باطن الغيوب المستورة وأحاط بالغامض من عقائد السرائر