شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

142 - ومن كلام له #

صفحة 74 - الجزء 9

١٤٢ - ومن كلام له #

  وَ لَيْسَ لِوَاضِعِ اَلْمَعْرُوفِ فِي غَيْرِ حَقِّهِ وَعِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهِ مِنَ اَلْحَظِّ فِيمَا أَتَى إِلاَّ مَحْمَدَةُ اَللِّئَامِ وَثَنَاءُ اَلْأَشْرَارِ وَمَقَالَةُ اَلْجُهَّالَ مَا دَامَ مُنْعِماً عَلَيْهِمْ مَا أَجْوَدَ يَدَهُ وَهُوَ عَنْ ذَاتِ اَللَّهِ بِخَيْلٌ فَمَنْ آتَاهُ اَللَّهُ مَالاً فَلْيَصِلْ بِهِ اَلْقَرَابَةَ وَلْيُحْسِنْ مِنْهُ اَلضِّيَافَةَ وَلْيَفُكَّ بِهِ اَلْأَسِيرَ وَاَلْعَانِيَ وَلْيُعْطِ مِنْهُ اَلْفَقِيرَ وَاَلْغَارِمَ وَلْيَصْبِرْ نَفْسَهُ عَلَى اَلْحُقُوقِ وَاَلنَّوَائِبِ اِبْتِغَاءَ اَلثَّوَابِ فَإِنَّ فَوْزاً بِهَذِهِ اَلْخِصَالِ شَرَفُ مَكَارِمِ اَلدُّنْيَا وَدَرْكُ فَضَائِلِ اَلآْخِرَةِ إِنْ شَاءَ اَللَّهُ هذا الكلام يتضمن ذم من يخرج ماله إلى الفتيان والأقران والشعراء ونحوهم ويبتغي به المدح والسمعة ويعدل عن إخراجه في وجوه البر وابتغاء الثواب قال # ليس له من الحظ إلا محمدة اللئام وثناء الأشرار وقولهم ما أجود يده أي ما أسمحه وهو بخيل بما يرجع إلى ذات الله يعني الصدقات وما يجري مجراها من صلة الرحم والضيافة وفك الأسير والعاني وهو الأسير بعينه وإنما اختلف اللفظ.