فصل في ذكر بعض غرائب الطيور وما فيها من عجائب
  وسبحات إشراقها جلاله وبهاؤه وأكنها سترها وبلج ائتلافها جمع بلجة وهي أول الصبح وجاء بلجة أيضا بالفتح.
  والحداق جمع حدقة العين والإسداف مصدر أسدف الليل أظلم.
  وغسق الدجنة ظلام الليل فإذا ألقت الشمس قناعها أي سفرت عن وجهها وأشرقت.
  والأوضاح جمع وضح وقد يراد به حلي يعمل من الدراهم الصحاح وقد يراد به الدراهم الصحاح نفسها وإن لم يكن حليا والضباب جمع ضب ووجارها بيتها وشظايا الآذان أقطاع منها والقصب هاهنا الغضروف.
  وخلاصة الخطبة التعجب من أعين الخفافيش التي تبصر ليلا ولا تبصر نهارا وكل الحيوانات بخلاف ذلك فقد صار الليل لها معاشا والنهار لها سكنا بعكس الحال فيما عداها ثم من أجنحتها التي تطير بها وهي لحم لا ريش عليه ولا غضروف وليست رقيقة فتنشق ولا كثيفة فتثقلها عن الطيران ثم من ولدها إذا طارت احتملته وهو لاصق بها فإذا وقعت وقع ملتصقا بها هكذا إلى أن يشتد ويقوى على النهوض فيفارقها
فصل في ذكر بعض غرائب الطيور وما فيها من عجائب
  واعلم أنه # قد أتى بالعلة الطبيعية في عدم إبصارها نهارا وهو انفعال حاسة بصرها عن الضوء الشديد وقد يعرض مثل ذلك لبعض الناس وهو المرض المسمى روز كور أي أعمى النهار ويكون ذلك عن إفراط التحلل في الروح النوري فإذا لقي حر النهار أصابه قمر ثم يستدرك ذلك برد الليل فيزول فيعود الإبصار.