شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

160 - ومن خطبة له #

صفحة 221 - الجزء 9

١٦٠ - ومن خطبة له #

  وَ لَقَدْ أَحْسَنْتُ جِوَارَكُمْ وَأَحَطْتُ بِجُهْدِي مِنْ وَرَائِكُمْ وَأَعْتَقْتُكُمْ مِنْ رِبَقِ اَلذُّلِّ وَحَلَقِ اَلضَّيْمِ شُكْراً مِنِّي لِلْبِرِّ اَلْقَلِيلِ وَإِطْرَاقاً عَمَّا أَدْرَكَهُ اَلْبَصَرُ وَشَهِدَهُ اَلْبَدَنُ مِنَ اَلْمُنْكَرِ اَلْكَثِيرِ أحطت بجهدي من ورائكم حميتكم وحضنتكم والجهد بالضم الطاقة الربق جمع ربقة وهي الحبل يربق به البهم.

  وحلق الضيم جمع حلقة بالتسكين ويجوز حلق بكسر الحاء وحلاق فإن قلت كيف يجوز له أن يطرق ويغضي عن المنكر.

  قلت يجوز له ذلك إذا علم أو غلب على ظنه أنه إن نهاهم عنه لم يرتدعوا وأضافوا إليه منكرا آخر فحينئذ يخرج الإطراق والإغضاء عن حد الجواز إلى حد الوجوب لأن النهي عن المنكر يكون والحالة هذه مفسدة