شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

167 - ومن خطبة له #

صفحة 282 - الجزء 9

١٦٧ - ومن خطبة له #

  لِيَتَأَسَّ صَغِيرُكُمْ بِكَبِيرِكُمْ وَلْيَرْأَفْ كَبِيرُكُمْ بِصَغِيرِكُمْ وَلاَ تَكُونُوا كَجُفَاةِ اَلْجَاهِلِيَّةِ لاَ فِي اَلدِّينِ يَتَفَقَّهُونَ وَلاَ عَنِ اَللَّهِ يَعْقِلُونَ كَقَيْضِ بَيْضٍ فِي أَدَاحٍ يَكُونُ كَسْرُهَا وِزْراً وَيُخْرِجُ حِضَانُهَا شَرّاً أمرهم # أن يتأسى الصغير منهم بالكبير في أخلاقه وآدابه فإن الكبير لكثرة التجربة أحزم وأكيس وأن يرأف الكبير بالصغير والرأفة الرحمة لأن الصغير مظنة الضعف والرقة.

  ثم نهاهم عن خلق الجاهلية في الجفاء والقسوة وقال إنهم لا يتفقهون في دين ولا يعقلون عن الله ما يأمرهم به وهذا من قول الله سبحانه {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ١٧١}⁣[البقرة: ١٧١] وروي تتفقهون بتاء الخطاب.

  ثم شبههم ببيض الأفاعي في الأعشاش يظن بيض القطا فلا يحل لمن رآه أن يكسره لأنه يظنه بيض القطا وحضانه يخرج شرا لأنه يفقص عن أفعى.