شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في العزلة والاجتماع وما قيل فيهما

صفحة 37 - الجزء 10

  مطرف بن الشخير إنكم لتذكرون الجنة وإن ذكر النار قد حال بيني وبين أن أسأل الله الجنة.

  منصور بن عمار يا من البعوضة تقلقه والبقة تسهره أمثلك يقوى على وهج السعير أو تطيق صفحة خده لفح سمومها ورقة أحشائه خشونة ضريعها ورطوبة كبده تجرع غساقها.

  قيل لعطاء السلمي أيسرك أن يقال لك قع في جهنم فتحرق فتذهب فلا تبعث أبدا لا إليها ولا إلى غيرها فقال والله الذي لا إله إلا هو لو سمعت أن يقال لي لظننت أني أموت فرحا قبل أن يقال لي ذلك.

  الحسن والله ما يقدر العباد قدر حرها روينا لو أن رجلا كان بالمشرق وجهنم بالمغرب ثم كشف عن غطاء واحد منها لغلت جمجمته ولو أن دلوا من صديدها صب في الأرض ما بقي على وجهها شيء فيه روح إلا مات.

  كان الأحنف يصلي صلاة الليل ويضع المصباح قريبا منه فيضع إصبعه عليه ويقول يا حنيف ما حملك على ما صنعت يوم كذا حتى يصبح

فصل في العزلة والاجتماع وما قيل فيهما

  ثم نهاهم # عن التفرق في دين الله وهو الاختلاف والفرقة ثم أمرهم باجتماع الكلمة وقال إن الجماعة في الحق المكروه إليكم خير لكم من الفرقة في الباطل المحبوب عندكم فإن الله لم يعط أحدا خيرا بالفرقة لا ممن مضى ولا ممن بقي.