شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

180 - ومن كلام له #

صفحة 64 - الجزء 10

١٨٠ - ومن كلام له #

  وَ قَدْ سَأَلَهُ ذِعْلِبُ اَلْيَمَانِيُّ فَقَالَ هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ # أَ فَأَعْبُدُ مَا لاَ أَرَى فَقَالَ وَكَيْفَ تَرَاهُ قَالَ لاَ تُدْرِكُهُ اَلْعُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ اَلْعِيَانِ وَلَكِنْ تُدْرِكُهُ اَلْقُلُوبُ بِحَقَائِقِ اَلْإِيمَانِ قَرِيبٌ مِنَ اَلْأَشْيَاءِ غَيْرَ مُلاَمِسٍ مُلاَبِسٍ بَعِيدٌ مِنْهَا غَيْرَ مُبَايِنٍ مُتَكَلِّمٌ بِلاَ رَوِيَّةٍ لاَ بِرَوِيَّةٍ مَرِيدٌ لاَ بِهِمَّةٍ صَانِعٌ لاَ بِجَارِحَةٍ لَطِيفٌ لاَ يُوصَفُ بِالْخَفَاءِ كَبِيرٌ لاَ يُوصَفُ بِالْجَفَاءِ بَصِيرٌ لاَ يُوصَفُ بِالْحَاسَّةِ رَحِيمٌ لاَ يُوصَفُ بِالرِّقَّةِ تَعْنُو اَلْوُجُوهُ لِعَظَمَتِهِ وَتَجِبُ اَلْقُلُوبُ مِنْ مَخَافَتِهِ الذعلب في الأصل الناقة السريعة وكذلك الذعلبة ثم نقل فسمي به إنسان وصار علما كما نقلوا بكرا عن فتى الإبل إلى بكر بن وائل.

  واليماني مخفف الياء ولا يجوز تشديدها جعلوا الألف عوضا عن الياء الثانية وكذلك فعلوا في الشامي والأصل يمني وشامي.

  وقوله # أفأعبد ما لا أرى مقام رفيع جدا لا يصلح أن يقوله غيره #.