شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

عمار بن ياسر ونسبه ونبذ من أخباره

صفحة 102 - الجزء 10

عمار بن ياسر ونسبه ونبذ من أخباره

  وهو عمار بن ياسر بن عامر بن كنانة بن قيس العنسي بالنون المذحجي يكنى أبا اليقظان حليف بني مخزوم.

  ونحن نذكر طرفا من أمره من كتاب الإستيعاب لأبي عمر بن عبد البر المحدث قال أبو عمر كان ياسر والد عمار عربيا قحطانيا من عنس في مذحج إلا أن ابنه عمارا كان مولى لبني مخزوم لأن أباه ياسرا قدم مكة مع أخوين له يقال لهما مالك والحارث في طلب أخ لهم رابع فرجع الحارث ومالك إلى اليمن وأقام ياسر بمكة فحالف أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم فزوجه أبو حذيفة أمة يقال لها سمية فأولدها عمارا فأعتقه أبو حذيفة فمن هاهنا كان عمار مولى بني مخزوم وأبوه عربي لا يختلفون في ذلك وللحلف والولاء الذي بين بني مخزوم وعمار وأبيه ياسر كان احتمال بني مخزوم على عثمان حين نال من عمار غلمان عثمان ما نالوا من الضرب حتى انفتق له فتق في بطنه زعموا وكسروا ضلعا من أضلاعه فاجتمعت بنو مخزوم فقالوا والله لئن مات لا قتلنا به أحدا غير عثمان.

  قال أبو عمر كان عمار بن ياسر ممن عذب في الله ثم أعطاهم عمار ما أرادوا بلسانه واطمأن الإيمان بقلبه فنزل فيه {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ}⁣[النحل: ١٠٦] وهذا مما أجمع عليه أهل التفسير.