فصل في مواساة الأهل وصلة الرحم
  لرجل من وجوهها كان لا يجف لبده، ولا يستريح قلمه ولا تسكن حركته في طلب حوائج الناس وإدخال السرور على قلوبهم والرفق على ضعفائهم، وكان عفيف الطعمة خبرني عما هون عليك النصب وقواك على التعب، فقال: قد والله سمعت غناء الأطيار بالأسحار على أغصان الأشجار، وسمعت خفق الأوتار، وتجاوب العود، والمزمار، فما طربت من صوت قط طربي من ثناء حسن على رجل محسن، فقلت لله أبوك فلقد ملئت كرما.
  وقال حاتم:
  أماوي إن يصبح صداي بقفرة ... من الأرض لا ماء لدي ولا خمر
  ترى أن ما أنفقت لم يك ضرني ... وأن يدي مما بخلت به صفر
  أماوي ما يغني الثراء عن الفتى ... إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
  بعض المحدثين:
  من اشترى بماله ... حسن الثناء غبنا
  أفقره سماحه ... وذلك الفقر الغنى
  ومن أمثال الفرس كل ما يؤكل ينتن وكل ما يوهب يأرج.
  وقال أبو الطيب:
  ذكر الفتى عمره الثاني وحاجته ... ما قاته وفضول العيش أشغال
فصل في مواساة الأهل وصلة الرحم
  ثم إنه # بعد أن قرظ الثناء والذكر الجميل وفضله على المال أمر بمواساة