فصل فيما وضع الشيعة والبكرية من الأحاديث
  وجهان فهذا داخل في القسم الثاني وغير خارج عنه ولكنه كالنوع من الجنس لأن الوهم والغلط جنس تحته أنواع.
  واعلم أن أمير المؤمنين # كان مخصوصا من دون الصحابة رضوان الله عليهم بخلوات كان يخلو بها مع رسول الله ÷ لا يطلع أحد من الناس على ما يدور بينهما وكان كثير السؤال للنبي ÷ عن معاني القرآن وعن معاني كلامه ÷ وإذا لم يسأل ابتدأه النبي ÷ بالتعليم والتثقيف ولم يكن أحد من أصحاب النبي ÷ كذلك بل كانوا أقساما فمنهم من يهابه أن يسأله وهم الذين يحبون أن يجيء الأعرابي أو الطارئ فيسأله وهم يسمعون ومنهم من كان بليدا بعيد الفهم قليل الهمة في النظر والبحث ومنهم من كان مشغولا عن طلب العلم وفهم المعاني إما بعبادة أو دنيا ومنهم المقلد يرى أن فرضه السكوت وترك السؤال ومنهم المبغض الشانئ الذي ليس للدين عنده من الموقع ما يضيع وقته وزمانه بالسؤال عن دقائقه وغوامضه وانضاف إلى الأمر الخاص بعلي # ذكاؤه وفطنته وطهارة طينته وإشراق نفسه وضوءها وإذا كان المحل قابلا متهيئا كان الفاعل المؤثر موجودا والموانع مرتفعة حصل الأثر على أتم ما يمكن فلذلك كان علي # كما قال الحسن البصري رباني هذه الأمة وذا فضلها ولذا تسميه الفلاسفة إمام الأئمة وحكيم العرب
فصل فيما وضع الشيعة والبكرية من الأحاديث
  واعلم أن أصل الأكاذيب في أحاديث الفضائل كان من جهة الشيعة فإنهم وضعوا