شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نسب معاوية بن أبي سفيان وذكر بعض أخباره

صفحة 334 - الجزء 1

نسب معاوية بن أبي سفيان وذكر بعض أخباره

  ومعاوية هو أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان، صخر بن حرب، بن أمية، بن عبد شمس، بن عبد مناف، بن قصي.

  وأمه هند بنت عتبة، بن ربيعة، بن عبد شمس، بن عبد مناف، بن قصي، وهي أم أخيه عتبة بن أبي سفيان، فأما يزيد بن أبي سفيان، ومحمد بن أبي سفيان، وعنبسة بن أبي سفيان، وحنظلة بن أبي سفيان، وعمرو بن أبي سفيان، فمن أمهات شتى.

  وأبو سفيان هو الذي قاد قريشا في حروبها إلى النبي ÷، وهو رئيس بني عبد شمس بعد قتل عتبة بن ربيعة ببدر ذاك صاحب العير وهذا صاحب النفير وبهما يضرب المثل، فيقال للخامل لا في العير ولا في النفير.

  وروى الزبير بن بكار أن عبد الله بن يزيد بن معاوية جاء إلى أخيه خالد بن يزيد في أيام عبد الملك، فقال لقد هممت اليوم يا أخي أن أفتك بالوليد بن عبد الملك، قال بئسما هممت به في ابن أمير المؤمنين، وولي عهد المسلمين فما ذاك؟ قال إن خيلي مرت به فعبث بها وأصغرني، فقال خالد: أنا أكفيك فدخل على عبد الملك والوليد عنده، فقال: يا أمير المؤمنين، إن الوليد مرت به خيل ابن عمه عبد الله فعبث بها وأصغره، وكان عبد الملك مطرقا فرفع رأسه، وقال: {إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ٣٤}⁣[النمل: ٣٤]، فقال خالد: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ١٦}⁣[الإسراء: ١٦] فقال عبد الملك أفي عبد الله تكلمني والله لقد دخل أمس علي فما أقام لسانه لحنا قال: