شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

214 - ومن كلام له #

صفحة 127 - الجزء 11

٢١٤ - ومن كلام له #

  قَدْ أَحْيَا عَقْلَهُ وَأَمَاتَ نَفْسَهُ حَتَّى دَقَّ جَلِيلُهُ وَلَطُفَ غَلِيظُهُ وَبَرَقَ لَهُ لاَمِعٌ كَثِيرُ اَلْبَرْقِ فَأَبَانَ لَهُ اَلطَّرِيقَ وَسَلَكَ بِهِ اَلسَّبِيلَ وَتَدَافَعَتْهُ اَلْأَبْوَابُ إِلَى بَابِ اَلسَّلاَمَةِ وَدَارِ اَلْإِقَامَةِ وَثَبَتَتْ رِجْلاَهُ بِطُمَأْنِينَةِ بَدَنِهِ فِي قَرَارِ اَلْأَمْنِ وَاَلرَّاحَةِ بِمَا اِسْتَعْمَلَ قَلْبَهُ وَأَرْضَى رَبَّهُ يصف العارف يقول قد أحيا قلبه بمعرفة الحق سبحانه وأمات نفسه بالمجاهدة ورياضة القوة البدنية بالجوع والعطش والسهر والصبر على مشاق السفر والسياحة.

  حتى دق جليله أي حتى نحل بدنه الكثيف.

  ولطف غليظه تلطفت أخلاقه وصفت نفسه فإن كدر النفس في الأكثر إنما يكون من كدر الجسد والبطنة كما قيل تذهب الفطنة

  فصل في مجاهدة النفوس وما ورد في ذلك من الآثار

  وتقول أرباب هذه الطريقة من لم يكن في بدايته صاحب مجاهدة لم يجد من هذه الطريقة شمة.