شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

روى أبو مخنف أيضا أن عمارا قال هذا البيت ذلك اليوم

صفحة 265 - الجزء 12

  عظيما فرجع علي # حتى بايعه وهو يقول خدعة وأي خدعة.

  وروى البلاذري في كتابه عن ابن الكلبي عن أبيه عن أبي مخنف في إسناد له أن عليا # لما بايع عبد الرحمن عثمان كان قائما فقال له عبد الرحمن بايع وإلا ضربت عنقك ولم يكن يومئذ مع أحد سيف غيره فخرج علي مغضبا فلحقه أصحاب الشورى فقالوا له بايع وإلا جاهدناك فأقبل معهم يمشي حتى بايع عثمان.

  قال المرتضى فأي رضا هاهنا وأي إجماع وكيف يكون مختارا من تهدد بالقتل وبالجهاد وهذا المعنى وهو حديث ضرب العنق لو روته الشيعة لتضاحك المخالفون منه وتغامزوا وقالوا هذا من جملة ما تدعونه من المحال وتروونه من الأحاديث وقد أنطق الله به رواتهم وأجراه على أفواه ثقاتهم ولقد تكلم المقداد في ذلك اليوم بكلام طويل يفند فيه ما فعلوه من بيعة عثمان وعدولهم بالأمر عن أمير المؤمنين إلى أن قال له عبد الرحمن يا مقداد اتق الله فإني خائف عليك الفتنة ثم إن المقداد قام فأتى عليا فقال أتقاتل فنقاتل معك فقال علي فبمن أقاتل وتكلم أيضا عمار فيما رواه أبو مخنف فقال يا معشر قريش أين تصرفون هذا الأمر عن بيت نبيكم تحولونه هاهنا مرة وهاهنا مرة أما والله ما أنا بآمن أن ينزعه الله منكم فيضعه في غيركم كما انتزعتموه من أهله ووضعتموه في غير أهله فقال له هشام بن الوليد يا ابن سمية لقد عدوت طورك وما عرفت قدرك وما أنت وما رأته قريش لأنفسها إنك لست في شيء من أمرها وإمارتها فتنح عنها وتكلمت قريش بأجمعها وصاحت بعمار وانتهرته فقال الحمد لله ما زال أعوان الحق قليلا.

روى أبو مخنف أيضا أن عمارا قال هذا البيت ذلك اليوم