شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة

صفحة 313 - الجزء 13

  قوله # فادفعوا في صدر عمرو بن العاص بعبد الله بن العباس يقال لمن يرام كفه عن أمر يتطاول له ادفع في صدره وذلك لأن من يقدم على أمر ببدنه فيدفع دافع في صدره حقيقة فإنه يرده أو يكاد فنقل ذلك إلى الدفع المعنوي.

  قوله # وخذوا مهل الأيام أي اغتنموا سعة الوقت وخذوه مناهبة قبل أن يضيق بكم أو يفوت.

  قوله # وحوطوا قواصي الإسلام ما بعد من الأطراف والنواحي.

  ثم قال لهم ألا ترون إلى بلادكم تغزى هذا يدل على أن هذه الخطبة بعد انقضاء أمر التحكيم لأن معاوية بعد أن تم على أبي موسى من الخديعة ما تم استعجل أمره وبعث السرايا إلى أعمال أمير المؤمنين علي #.

  وتقول قد رمى فلان صفاة فلان إذا دهاه بداهية قال الشاعر:

  والدهر يوتر قوسه ... يرمي صفاتك بالمعابل

  وأصل ذلك الصخرة الملساء لا يؤثر فيها السهام ولا يرميها الرامي إلا بعد أن نبل غيرها يقول قد بلغت غارات أهل الشام حدود الكوفة التي هي دار الملك وسرير الخلافة وذلك لا يكون إلا بعد الإثخان في غيرها من الأطراف

فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة

  ونحن نذكر نسب أبي موسى وشيئا من سيرته وحاله نقلا من كتاب الإستيعاب لابن عبد البر المحدث ونتبع ذلك بما نقلناه من غير الكتاب المذكور قال ابن عبد البر هو عبد الله بن قيس بن سليم بن حضارة بن حرب بن عامر بن عنز بن بكر بن عامر