شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

4 - ومن كتاب له كتبه # إلى بعض أمراء جيشه

صفحة 32 - الجزء 14

٤ - ومن كتاب له كتبه # إلى بعض أمراء جيشه

  فَإِنْ عَادُوا إِلَى ظِلِّ اَلطَّاعَةِ فَذَاكَ اَلَّذِي نُحِبُّ وَإِنْ تَوَافَتِ اَلْأُمُورُ بِالْقَوْمِ إِلَى اَلشِّقَاقِ وَاَلْعِصْيَانِ فَانْهَدْ بِمَنْ أَطَاعَكَ إِلَى مَنْ عَصَاكَ وَاِسْتَغْنِ بِمَنِ اِنْقَادَ مَعَكَ عَمَّنْ تَقَاعَسَ عَنْكَ فَإِنَّ اَلْمُتَكَارِهَ مَغِيبُهُ خَيْرٌ مِنْ مَشْهَدِهِ وَقُعُودُهُ أَغْنَى مِنْ نُهُوضِهِ انهد أي انهض وتقاعس أي أبطأ وتأخر.

  والمتكاره الذي يخرج إلى الجهاد من غير نية وبصيرة وإنما يخرج كارها مرتابا ومثل قوله # فإن المتكاره مغيبه خير من مشهده وقعوده أغنى من نهوضه قوله تعالى {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا}⁣[التوبة: ٤٧]