شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نبذ من أقوال الصالحين والحكماء

صفحة 93 - الجزء 2

  آذنت أعلمت والمضمار منصوب لأنه اسم إن واليوم ظرف وموضعه رفع لأنه خبر إن وظرف الزمان يجوز أن يكون خبرا عن الحدث والمضمار وهو الزمان الذي تضمر فيه الخيل للسباق والضمر الهزال وخفة اللحم وإعراب قوله وغدا السباق على هذا الوجه أيضا.

  ويجوز الرفع في الموضعين على أن تجعلهما خبر إن بأنفسهما.

  وقوله # ألا عامل لنفسه قبل يوم بؤسه أخذه ابن نباتة مصالتة، فقال في بعض خطبه ألا عامل لنفسه قبل حلول رمسه.

  قوله ألا فاعملوا في الرغبة يقول لا ريب أن أحدكم إذا مسه الضر من مرض شديد أو خوف مقلق من عدو قاهر فإنه يكون شديد الإخلاص والعبادة وهذه حال من يخاف الغرق في سفينة تتلاعب بها الأمواج فهو # أمر بأن يكون المكلف عاملا أيام عدم الخوف مثل عمله وإخلاصه وانقطاعه إلى الله أيام هذه العوارض.

  قوله لم أر كالجنة نام طالبها يقول إن من أعجب العجائب من يؤمن بالجنة كيف يطلبها وينام ومن أعجب العجائب من يوقن بالنار كيف لا يهرب منها وينام أي لا ينبغي أن ينام طالب هذه ولا الهارب من هذه.

  وقد فسر الرضي ¦ معنى قوله والسبقة الجنة.

نبذ من أقوال الصالحين والحكماء

  ونحن نورد في هذا الفصل نكتا من مواعظ الصالحين يرحمهم الله تناسب هذا المأخذ فمما يؤثر عن أبي حازم الأعرج كان في أيام بني أمية قوله لعمر بن عبد العزيز