شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

11 - ومن وصية له # وصى بها جيشا بعثه إلى العدو

صفحة 89 - الجزء 15

١١ - ومن وصية له # وصى بها جيشا بعثه إلى العدو

  فَإِذَا نَزَلْتُمْ بِعَدُوٍّ أَوْ نَزَلَ بِكُمْ فَلْيَكُنْ مُعَسْكَرُكُمْ فِي قُبُلِ اَلْأَشْرَافِ أَوْ سِفَاحِ اَلْجِبَالِ أَوْ أَثْنَاءِ اَلْأَنْهَارِ كَيْمَا يَكُونَ لَكُمْ رِدْءاً وَدُونَكُمْ مَرَدّاً وَلْتَكُنْ مُقَاتَلَتُكُمْ مِنْ وَجْهٍ وَاحِدٍ أَوِ اِثْنَيْنِ وَاِجْعَلُوا لَكُمْ رُقَبَاءَ فِي صَيَاصِي اَلْجِبَالِ وَمَنَاكِبِ اَلْهِضَابِ لِئَلاَّ يَأْتِيَكُمُ اَلْعَدُوُّ مِنْ مَكَانِ مَخَافَةٍ أَوْ أَمْنٍ وَاِعْلَمُوا أَنَّ مُقَدِّمَةَ اَلْقَوْمِ عُيُونُهُمْ وَعُيُونَ اَلْمُقَدِّمَةِ طَلاَئِعُهُمْ وَإِيَّاكُمْ وَاَلتَّفَرُّقَ فَإِذَا نَزَلْتُمْ فَانْزِلُوا جَمِيعاً وَإِذَا اِرْتَحَلْتُمْ فَارْتَحِلُوا جَمِيعاً وَإِذَا غَشِيكُمُ اَللَّيْلُ فَاجْعَلُوا اَلرِّمَاحَ كِفَّةً وَلاَ تَذُوقُوا اَلنَّوْمَ إِلاَّ غِرَاراً أَوْ مَضْمَضَةً المعسكر بفتح الكاف موضع العسكر وحيث ينزل.

  الأشراف الأماكن العالية وقبلها ما استقبلك منها وضده الدبر.

  وسفاح الجبال أسافلها حيث يسفح منها الماء.

  وأثناء الأنهار ما انعطف منها واحدها ثني والمعنى أنه أمرهم أن ينزلوا مسندين ظهورهم إلى مكان عال كالهضاب العظيمة أو الجبال أو منعطف الأنهار التي تجري مجرى الخنادق على العسكر ليأمنوا بذلك من البيات وليأمنوا أيضا من إتيان العدو لهم