شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فضل بني هاشم على بني عبد شمس

صفحة 198 - الجزء 15

  بعض من يتعصب للأموية وقال لو كانت جاهلية بني هاشم في الشرف كإسلامهم لعد من جاهليتهم حسب ما عد من فضيلتهم في الإسلام

فضل بني هاشم على بني عبد شمس

  وينبغي أن نذكر في هذا الموضع فضل هاشم على عبد شمس في الجاهلية وقد يمتزج بذلك بعض ما يمتازون به في الإسلام أيضا فإن استقصاءه في الإسلام كثير لأنه لا يمكن جحد ذلك وكيف والإسلام كله عبارة عن محمد ÷ وهو هاشمي ويدخل في ضمن ذلك ما يحتج به الأموية أيضا فنقول إن شيخنا أبا عثمان قال إن أشرف خصال قريش في الجاهلية اللواء والندوة والسقاية والرفادة وزمزم والحجابة وهذه الخصال مقسومة في الجاهلية لبني هاشم وعبد الدار وعبد العزى دون بني عبد شمس.

  قال على أن معظم ذلك صار شرفه في الإسلام إلى بني هاشم لأن النبي ÷ لما ملك مكة صار مفتاح الكعبة بيده فدفعه إلى عثمان بن طلحة فالشرف راجع إلى من ملك المفتاح لا إلى من دفع إليه وكذلك دفع ÷ اللواء إلى مصعب بن عمير فالذي دفع اللواء إليه وأخذه مصعب من يديه أحق بشرفه وأولى بمجده وشرفه راجع إلى رهطه من بني هاشم.

  قال وكان محمد بن عيسى المخزومي أميرا على اليمن فهجاه أبي بن مدلج فقال:

  قل لابن عيسى المستغيث ... من السهولة بالوعورة

  الناطق العوراء في ... جل الأمور بلا بصيرة

  ولد المغيرة تسعة ... كانوا صناديد العشيرة