شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

29 - ومن كتاب له # إلى أهل البصرة

صفحة 3 - الجزء 16

   الحمد لله الواحد العدل

٢٩ - ومن كتاب له # إلى أهل البصرة

  وَ قَدْ كَانَ مِنِ اِنْتِشَارِ حَبْلِكُمْ وَشِقَاقِكُمْ مَا لَمْ تَغْبَوْا عَنْهُ فَعَفَوْتُ عَنْ مُجْرِمِكُمْ وَرَفَعْتُ اَلسَّيْفَ عَنْ مُدْبِرِكُمْ وَقَبِلْتُ مِنْ مُقْبِلِكُمْ فَإِنْ خَطَتْ بِكُمُ اَلْأُمُورُ اَلْمُرْدِيَةُ وَسَفَهُ اَلآْرَاءِ اَلْجَائِرَةِ إِلَى مُنَابَذَتِي وَخِلاَفِي فَهَأَنَذَا قَدْ قَرَّبْتُ جِيَادِي وَرَحَلُتْ رِكَابِي وَلَئِنْ أَلْجَأْتُمُونِي إِلَى اَلْمَسِيرِ إِلَيْكُمْ لَأُوقِعَنَّ بِكُمْ وَقْعَةً لاَ يَكُونُ يَوْمُ اَلْجَمَلِ إِلَيْهَا إِلاَّ كَلَعْقَةِ لاَعِقٍ مَعَ أَنِّي عَارِفٌ لِذِي اَلطَّاعَةِ مِنْكُمْ فَضْلَهُ وَلِذِي اَلنَّصِيحَةِ حَقَّهُ غَيْرُ مُتَجَاوِزٍ مُتَّهَماً إِلَى بَرِيٍّ وَلاَ نَاكِثاً إِلَى وَفِيٍّ ما لم تغبوا عنه أي لم تسهوا عنه ولم تغفلوا يقال غبيت عن الشيء أغبي غباوة إذا لم يفطن وغبي الشيء علي كذلك إذا لم تعرفه وفلان غبي على فعيل أي قليل الفطنة وقد تغابى أي تغافل يقول لهم قد كان من خروجكم يوم الجمل عن الطاعة