شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

35 - ومن كتاب له # إلى عبد الله بن العباس بعد مقتل محمد بن أبي بكر

صفحة 145 - الجزء 16

٣٥ - ومن كتاب له # إلى عبد الله بن العباس بعد مقتل محمد بن أبي بكر

  أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ مِصْرَ قَدِ اِفْتُتِحَتْ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ | قَدِ اُسْتُشْهِدَ فَعِنْدَ اَللَّهِ نَحْتَسِبُهُ وَلَداً نَاصِحاً وَعَامِلاً كَادِحاً وَسَيْفاً قَاطِعاً وَرُكْناً دَافِعاً وَقَدْ كُنْتُ حَثَثْتُ اَلنَّاسَ عَلَى لَحَاقِهِ وَأَمَرْتُهُمْ بِغِيَاثِهِ قَبْلَ اَلْوَقْعَةِ وَدَعَوْتُهُمْ سِرّاً وَجَهْراً وَعَوْداً وَبَدْءاً فَمِنْهُمُ اَلآْتِي كَارِهاً وَمِنْهُمُ اَلْمُعْتَلُّ كَاذِباً وَمِنْهُمُ اَلْقَاعِدُ خَاذِلاً أَسْأَلُ اَللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَ لِي مِنْهُمْ فَرَجاً عَاجِلاً فَوَاللَّهِ لَوْ لاَ طَمَعِي عِنْدَ لِقَائِي عَدُوِّي فِي اَلشَّهَادَةِ وَتَوْطِينِي نَفْسِي عَلَى اَلْمَنِيَّةِ لَأَحْبَبْتُ أَلاَّ أَبْقَى أَلْقَى مَعَ هَؤُلاَءِ يَوْماً وَاحِداً وَلاَ أَلْتَقِيَ بِهِمْ أَبَداً انظر إلى الفصاحة كيف تعطي هذا الرجل قيادها وتملكه زمامها واعجب لهذه الألفاظ المنصوبة يتلو بعضها بعضا كيف تواتيه وتطاوعه سلسة سهلة تتدفق من غير تعسف ولا تكلف حتى انتهى إلى آخر الفصل فقال يوما واحدا ولا ألتقي بهم أبدا وأنت وغيرك من الفصحاء إذا شرعوا في كتاب أو خطبة جاءت القرائن والفواصل