فصل في ذكر ما نصحت به الأوائل الوزراء
  وكان يقال إذا كان الملك ضعيفا والوزير شرها والقاضي جائرا فرقوا الملك شعاعا.
  وكان يقال لا تخف صولة الأمير مع رضا الكاتب ولا تثقن برضا الأمير مع سخط الكاتب وأخذ هذا المعنى أبو الفضل بن العميد فقال:
  وزعمت أنك لست تفكر بعد ما ... علقت يداك بذمة الأمراء
  هيهات قد كذبتك فكرتك التي ... قد أوهمتك غنى عن الوزراء
  لم تغن عن أحد سماء لم تجد ... أرضا ولا أرض بغير سماء
  وكان يقال إذا لم يشرف الملك على أموره صار أغش الناس إليه وزيره.
  وكان يقال ليس الحرب الغشوم بأسرع في اجتياح الملك من تضييع مراتب الكتاب حتى يصيبها أهل النذالة ويزهد فيها أولو الفضل
فصل في ذكر ما نصحت به الأوائل الوزراء
  وكان يقال لا شيء أذهب بالدول من استكفاء الملك الأسرار.
  وكان يقال من سعادة جد المرء ألا يكون في الزمان المختلط وزيرا للسلطان.
  وكان يقال كما أن أشجع الرجال يحتاج إلى السلاح وأسبق الخيل يحتاج إلى السوط وأحد الشفار يحتاج إلى المسن كذلك أحزم الملوك وأعقلهم يحتاج إلى الوزير الصالح.
  وكان يقال صلاح الدنيا بصلاح الملوك وصلاح الملوك بصلاح الوزراء