شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر الخبر عن فتح مكة

صفحة 257 - الجزء 17

  من دخول مكة فقتل منهم قوم وأسر يزيد بن أبي سفيان أسره خالد بن الوليد فخلصه أبو سفيان منه وأدخله داره فأمن لأن رسول الله ÷ قال يومئذ من دخل دار أبي سفيان فهو آمن

ذكر الخبر عن فتح مكة

  ويجب أن نذكر في هذا الموضع ملخص ما ذكره الواقدي في كتاب المغازي في فتح مكة فإن الموضع يقتضيه لقوله # ما أسلم مسلمكم إلا كرها وقوله يوم أسر أخوك.

  قال محمد بن عمر الواقدي في كتاب المغازي كان رسول الله ÷ قد هادن قريشا في عام الحديبية عشر سنين وجعل خزاعة داخلة معه وجعلت قريش بني بكر بن عبد مناة من كنانة داخلة معهم وكان بين بني بكر وبين خزاعة تراث في الجاهلية ودماء وقد كانت خزاعة من قبل حالفت عبد المطلب بن هاشم وكان معها كتاب منه وكان رسول الله ÷ يعرف ذلك فلما تم صلح الحديبية وأمن الناس سمع غلام من خزاعة إنسانا من بني كنانة يقال له أنس بن زنيم الدؤلي ينشد هجاء له في رسول الله ÷ فضربه فشجه فخرج أنس إلى قومه فأراهم شجته فثار بينهم الشر وتذاكروا أحقادهم القديمة والقوم مجاورون بمكة فاستنجدت بكر بن عبد مناة قريشا على خزاعة فمن قريش من كره ذلك وقال لا انقض عهد محمد ومنهم من خف إليه وكان أبو سفيان أحد من كره ذلك وكان صفوان بن أمية وحويطب بن عبد العزى ومكرز بن حفص