شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نبذ من الأقوال الحكيمة

صفحة 43 - الجزء 18

  الفقهاء له قول في الفتيا وكان صاحب علي # وإليه تنسب الشيعة الخطاب الذي خاطبه به في قوله #:

  يا حار همدان من يمت يرني ... من مؤمن أو منافق قبلا

  وهي أبيات مشهورة قد ذكرناها فيما تقدم

نبذ من الأقوال الحكيمة

  وقد اشتمل هذا الفصل على وصايا جليلة الموقع منها قوله وتمسك بحبل القرآن

  جاء في الخبر المرفوع لما ذكر الثقلين فقال أحدهما كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض طرف بيد الله وطرف بأيديكم.

  ومنها قوله انتصحه أي عده ناصحا لك فيما أمرك به ونهاك عنه.

  ومنها قوله وأحل حلاله وحرم حرامه أي احكم بين الناس في الحلال والحرام بما نص عليه القرآن.

  ومنها قوله وصدق بما سلف من الحق أي صدق بما تضمنه القرآن من أيام الله ومثلاته في الأمم السالفة لما عصوا وكذبوا.

  ومنها قوله واعتبر بما مضى من الدنيا لما بقي منها وفي المثل إذا شئت أن تنظر الدنيا بعدك فانظرها بعد غيرك وقال الشاعر:

  وما نحن إلا مثلهم غير أننا ... أقمنا قليلا بعدهم ثم نرحل

  ويناسب قوله وآخرها لاحق بأولها وكلها حائل مفارق قوله أيضا #