شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

قصة غزوة الخندق

صفحة 62 - الجزء 19

  وتخاذل المشركين بعده إلا بما قصه الله تعالى من قصة طالوت وجالوت في قوله {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ}⁣[البقرة: ٢٥١].

  وروى عمرو بن أزهر عن عمرو بن عبيد عن الحسن أن عليا # لما قتل عمرا احتز رأسه وحمله فألقاه بين يدي رسول الله ÷ فقام أبو بكر وعمر فقبلا رأسه ووجه رسول الله ÷ يتهلل فقال هذا النصر أو قال هذا أول النصر.

  وفي الحديث المرفوع أن رسول الله ÷ قال يوم قتل عمرو ذهبت ريحهم ولا يغزوننا بعد اليوم ونحن نغزوهم إن شاء الله

قصة غزوة الخندق

  وينبغي أن نذكر ملخص هذه القصة من مغازي الواقدي وابن إسحاق قالا خرج عمرو بن عبد ود يوم الخندق وقد كان شهد بدرا فارتث جريحا ولم يشهد أحدا فحضر الخندق شاهرا سيفه معلما مدلا بشجاعته وبأسه وخرج معه ضرار بن الخطاب الفهري وعكرمة بن أبي جهل وهبيرة بن أبي وهب ونوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزوميون فطافوا بخيولهم على الخندق إصعادا وانحدارا يطلبون موضعا ضيقا يعبرونه حتى وقفوا على أضيق موضع فيه في المكان المعروف بالمزار فأكرهوا خيولهم على العبور فعبرت وصاروا مع المسلمين على أرض واحدة ورسول الله ÷ جالس وأصحابه قيام على رأسه فتقدم عمرو بن عبد ود فدعا