41 - ومن خطبة له #
٤١ - ومن خطبة له #
  أَيُّهَا اَلنَّاسُ إِنَّ اَلْوَفَاءَ تَوْأَمُ اَلصِّدْقِ ولاَ أَعْلَمُ جُنَّةً أَوْقَى مِنْهُ ومَا يَغْدِرُ مَنْ عَلِمَ كَيْفَ اَلْمَرْجِعُ ولَقَدْ أَصْبَحْنَا فِي زَمَانٍ قَدِ اِتَّخَذَ أَكْثَرُ أَهْلِهِ اَلْغَدْرَ كَيْساً ونَسَبَهُمْ أَهْلُ اَلْجَهْلِ فِيهِ إِلَى حُسْنِ اَلْحِيلَةِ مَا لَهُمْ قَاتَلَهُمُ اَللَّهُ قَدْ يَرَى اَلْحُوَّلُ اَلْقُلَّبُ وَجْهَ اَلْحِيلَةِ ودُونَهَا مَانِعٌ مِنْ أَمْرِ اَللَّهِ ونَهْيِهِ فَيَدَعُهَا رَأْيَ عَيْنٍ بَعْدَ اَلْقُدْرَةِ عَلَيْهَا ويَنْتَهِزُ فُرْصَتَهَا مَنْ لاَ حَرِيجَةَ لَهُ فِي اَلدِّينِ يقال هذا توأم هذا وهذه توأمته وهما توأمان وإنما جعل الوفاء توأم الصدق لأن الوفاء صدق في الحقيقة ألا ترى أنه قد عاهد على أمر وصدق فيه ولم يخلف وكأنهما أعم وأخص وكل وفاء صدق وليس كل صدق وفاء فإن امتنع من حيث الاصطلاح تسمية الوفاء صدقا فلأمر آخر وهو أن الوفاء قد يكون بالفعل دون القول ولا يكون الصدق إلا في القول لأنه نوع من أنواع الخبر والخبر قول.