فصل في ذكر فضل الكوفة
  وقوله #: تمدين مد الأديم استعارة لما ينالها من العسف والخبط وقوله: تعركين من عركت القوم الحرب إذا مارستهم حتى أتعبتهم.
فصل في ذكر فضل الكوفة
  وقد جاء في فضل الكوفة عن أهل البيت # شيء كثير، نحو: قول أمير المؤمنين # نعمت المدرة، وقوله #: إنه يحشر من ظهرها يوم القيامة سبعون ألفا وجوههم على صورة القمر، وقوله # هذه مدينتنا ومحلتنا ومقر شيعتنا، وقول جعفر بن محمد #، اللهم ارم من رماها، وعاد من عاداها، وقوله #: تربة تحبنا ونحبها.
  فأما ما هم به الملوك وأرباب السلطان فيها من السوء، ودفاع الله تعالى عنها فكثير.
  قال المنصور لجعفر بن محمد # إني قد هممت أن أبعث إلى الكوفة من ينقض منازلها، ويجمر نخلها ويستصفي أموالها، ويقتل أهل الريبة منها، فأشر علي، فقال: يا أمير المؤمنين، إن المرء ليقتدي بسلفه، ولك أسلاف ثلاثة، سليمان أعطي فشكر، وأيوب ابتلي فصبر، ويوسف قدر فغفر، فاقتد بأيهم شئت فصمت قليلا، ثم قال: قد غفرت.