نكت العبادات وجمل الزيادات،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

باب الأيمان

صفحة 42 - الجزء 1

  بَعْعْهَا وَلَا هِبَتُهَا، وَلَا يُزَوجُهَا إِلّا بعَدَ أنْ يَثْبُتَ عِتْقُهَا. وَلَهُ أنْ يَطَأهَا قَبْلَ أنْ يُعْتِقَهَا أوْ يَسْتَخِدِمَهَا وَلَهُ كَسْبُهَا، وَأرْشُ مَا يُجْنَى عَلَيْهَا، وَدِيَتُهَا إِذَا قُتِلَتْ، وَعَلَيْهِ نفَقَتُهَا، وَأرْشُ جِنَايَتِهَا إِلَى قَدْرِ قِيمَتِهَا.

بَابُ الأيْمَانِ

  أَلْفَاظُ الأيْمَانِ هِيَ أنْ يَقُولَ: وَللهِ الْعَظِيمِ، أوْ بِاللّهِ، أوْ تالله، أوْ بِحَقّ للهِ، أوْ بِحَقّ رَبّي، وَنحْوِ ذَلِكَ مِنَ الأقْسَامِ الرّاجِعَةِ إِلَى اللهِ سُبْحَانهُ. وَكَذَلكِ إِذَا قاَلَ الرّجُلُ: عَليّ عَهْدُ اللهِ وَمِيثَاقُهُ؛ فَكُلّ ذَلِكَ مِنَ الأيْمَانِ. فَإنِ قَالَ: أقْسَمْتُ لَا فَعَلْتُ كَذَا، وَنوَى بِهِ الْيَمِينَ كَانَ يَمِيناُ. وَالأيْمَانُ ثلَاثَةُ أضْرُبٍ: أَحَدُهَا: الْغَمُوسُ: وَهْيَ الّتِي يَعْلَمُ الْحَالِفُ أنَهُ كَاذِبٌ فِيهَا؛ وَفيِهَا الإِثمُ دُونَ الْكَفّارَةِ. وَالثانِي: اللّغْوُ: وَهْيَ الّتِي يظَنّ الْحَالِفُ أنَهُ صَادِقٌ فِيهَا ثُم يَظْهَرُ لَهُ خِلَافُ ذَلِكَ؛ فَلَا إِثمَ عَلَيْهِ وَلَا كَفّارَةَ؛ وَيَنبَغِي لَهُ أنْ يَتَحَرّزَ عَنْ مِثْلِ ذَلِكَ. وَالثالثِ: الْمَعْقُودَةُ: وَهْيَ أنْ يَحْلِفَ عَلَى أمْرٍ فِي الْمُسْتَقْبَلِ لَيَفْعَلنَهُ، أَوْ لَا فَعَلَهُ، ثُم يُخَالفِ مَا حَلَفَ عَلَيْهِ؛ فَيَحْنثَ وَتلَزَمُهُ الْكَفّارَةُ. وَمَنْ نَسِيَ فَخَالَفَ مَا حَلَفَ عَلَيْهِ حَنثِ كَمَا يَحْنثَ الْمُتَعَمّدُ. وَمَنْ حَلَفَ بِالْقُرْآنِ، أوْ بِالْبَيْتِ الْحَرَامِ، أوْ بِالنبِيّ ÷، أوْ بِالْبَرَاءَةِ مِنَ الإِسْلَامِ، ثُم حَنثِ فِي ذَلِكَ - لمَ تَلْزَمْهُ الْكَفّارَةُ، وَلَا يجُوزُ لَهُ أنْ يَحْلِفَ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ.

  وَالأيْمَانُ تحْمَلُ عَلَى نِيّةِ الْحَالِفِ إِذَا كَانَ اللّفْظُ مُحْتَمِلُا لِمَا نَوَاهُ بحِقِيقَتِهِ أوْ مَجَازِهِ: فَالحَقِيقَةُ: أنْ يَحْلِفَ أنْ لَا لَقِيَ الأسَدَ، وَيُرِيدُ بِهِ السّبُعَ الْمَخْصُوصَ، وَالْمَجَازُ: أنْ يُرِيدَ بِهِ الرّجُلَ الشّجَاعَ. فَإنِ لَمَ تكَن لَهُ نِيّةٌ صُرِفَ اللّفْظُ إِلَى مَا يَعْتَادُهُ الحَالفِ فِي عُرْفِهِ وَعُرْفِ أهْلِ ناَحِيَتهِ: كَالّذِي يَحْلِفُ أنْ لَا يأَتِيَ الغَائطِ؛ فَإنهُ يُصْرَفُ إِلَى قَضَاءِ الْحَاجَةِ الْمَخْصُوصَةِ، وَإنِ لَمْ يَكُنْ لَهُ عُرْفٌ فِي تلِكَ الْلّفْظَةِ حمُلِتْ عَلَى صَرِيحِ اللغَةِ.