جواب مسائل من بعض أهل صنعاء
  وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ٢٤}[التوبة]، فمن كانت هذه الأشياء المعيّنة أو بعضها أحب إليه من الله ورسوله ما يكون حكمه عند أهل العلم.
  وأما سؤاله فيمن سكن صنعاء من الصلحاء والمتابعين لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله:
  فالسؤال غير مستقيم؛ لأن المساكن للكفرة الفجرة المعاشر لأهل المعاصي بالمداهنة يخرج عن الصالحين بذلك، ولا حقيقة لمتابعته لأهل البيت $؛ لأن من دينهم الهجرة والنصرة لقائم العترة، وأن من أخل بذلك فأقل أحواله الفسق، وذلك معروف في كتبهم، كما ذكره محمد بن القاسم # في كتاب (الهجرة)، وكذلك القاسم بن إبراهيم، ويوجد في كلام يحيى $ وجوبها في غير وقت الإمام.
  وقد ذكر الحاكم | في (تحكيم العقول) أن من علم أن الانتقال من جهة إلى جهة يكون أقرب إلى فعل الطاعة وترك المعصية وجب عليه الانتقال، ولا شك أن الطاعة مع المتمسكين بظاهر الإسلام أهون، والعبد إليها مع الصالحين أقرب، ومن كان لا يخلو سمعه في كثير من الأوقات من الأصوات المنكرة، ومشاهدة العهار والبغايا يتجاذبون، والسكارى يترايعون ويتصايحون، فإنه يقسو قلبه، ويزداد شرّاً ويأنس بالمعاصي، وهذا كله في غير وقت الإمام.
  فأما في وقته فمن سمع واعيته، ولم يجبه كبه الله على منخريه في نار جهنم، وإجابته لا تكون بالإقامة في دار عدوه وتغليظ سواد محاربه، والمعونة لمن نصب الحرب له، وسواء كانت المعونة باختيار المعين أو بغير اختياره؛ لأن الهجرة عنهم كانت تمكنه، فأي حرمة تبقى لمن هذه حاله، وقد ثبت من دين أهل البيت $ أن الخاذل لهم