كتاب الدعوة الشريفة المنصورية العامة
  وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ٦٠}[الأنفال: ٦٠]، ولا تخلفوا عن عترة نبيكم فإنهم أدلتكم إلى الخير، وقادتكم إلى الجنة، وبهم تنالون الفوز في القيامة، فإن البيعة لرسول الله ÷ عقدت على حفظهم، وعلى الجهاد بين أيديهم، روينا ذلك عن أبينا علي بن أبي طالب # أنه قال: (أخذت البيعة لرسول الله ÷ على أن نقيم ألسنتنا بالحق، ولا تأخذنا في الله لومة لائم، فلما تقوى الإسلام قال: «يا علي، ألحق فيها: وعلى أن تمنعوا رسول الله وذريته من بعده مما تمنعون منه أنفسكم وذراريكم»، قال علي #: فوضعتها من الله تعالى على رقاب القوم وفى بها الله من وفى وهلك بها من هلك).
  فلا ترغبوا بأنفسكم عن أنفسهم فالله عز من قائل يقول: {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ١٢٠ وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٢١}[التوبة]، فانظروا - رحمكم الله - لأنفسكم نظراً مخلصاً، وسيروا إلى نجاتكم سيراً حثيثاً، ولا تربصوا بأهل بيت نبيكم، وكونوا لهم فئة يأوون إليها، وقاعدة يعتمدون عليها، فإنهم لا يصدونكم عن هدى، ولا يدلونكم على ردى، وكونوا عباد الله الذين اعترفوا بعبوديته، وأطاعوا عترة نبيه وصفوته، ونابذوا أعداءه ولم ينظروا إلى هذه الدنيا الفانية بعين الرغبة فيها، رحم الله عبدًا أخذ بعنان فرسه، وجاهد في سبيل ربه، وعمل لمعاده، ولم يخلد إلى الدنيا الغرارة الفانية، فإنا ما