كتاب الدعوة الشريفة المنصورية العامة
  فهلموا رحمكم الله إلى راية حق، من خفقت على رأسه لم تطعمه النار، وإلى مقامات ساعةٌ فيها تعدل عبادة ستين سنة عند العلي الجبار، وإلى الفوز بالرحمة والبركة، في كل سكون وحركة.
  واعلموا: أن الأعشار والزكوات، والنذور والكفارات، وما جرى مجراها من الحقوق والواجبات، محرمة علينا أهل البيت وعلى موالينا، إلا ما يختص بنا من أخماس المغانم، ويتوجه من الصفي، والأرض التي أجلي عنها أهلها بالإمام القائم، ويتقرب به من النذور لمعين من أهل البيت $ فهو له، وكذلك أموال الصلح والخراج وجزية أهل الكتاب فلنا فيها نصيب لن نعدوه إن شاء الله تعالى إلى غيره.
  واعلموا: أني قد قومت نفسي بتقويم الله، وأدبتها بأدبه، وألزمتها أن تكون في مال الله الذي يسوغ لي تناول ما أفتقر إليه مما يعود إلي أو مما يعود على الأمة صلاحه كولي اليتيم ذي العدل، إن كان فقيرا أكل بالمعروف، وإن كان غنياً استعفف، كما قال الله تعالى في ذلك: {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ}[النساء: ٦]، أترون عبد الله يفتتن بدنيا قد عرف باطنها أتقنَ من معرفة جُلِّكم بظاهرها، وأهتم بآجلها أعظم من اهتمام أكثركم بعاجلها، يأبى الله ذلك عليه ورسوله ÷، وجدود طابت، وحجور طهرت، ومواليد شرفت، ومناكح استنجبت، كيف تكون النفوس النبوية العاملة، كالبهائم الهاملة.
  فعليكم - رحمكم الله - بتقديم التوبة والإنابة، قبل الإقبال والإجابة، فإني آمركم بفعلي قبل الأمر لكم بقولي، وأنهاكم عما أنهى منه نفسي وأهلي، المساوي لي منكم في السن أتخده أخاً، والمتقدم أباً، والصغير ولداً، لا آنَسُ إلا بأهل العلم منكم والطاعة، ولا أنفر إلا عن أهل المعصية والضلالة، ولا أحتجب عنكم بمراكمات