السعي المشكور المشتمل على نوادر رسائل الإمام المنصور القسم الأول،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

كتاب الدعوة الشريفة المنصورية العامة

صفحة 449 - الجزء 1

  الستور، بل أواسيكم بنفسي في جميع الأمور، أذاكر عالمكم في معاني علمه، وأدل جاهلكم إلى سبيل رشده، وكيف لا أفعل ذلك والله عز من قائل يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ}⁣[الأحزاب]، {وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ٦}⁣[الممتحنة: ٦]، ونحن أولى الناس بالتأسي به؛ لأنا لحمه ودمه ولحمته وذريته، وقد حكى الله سبحانه عن المشركين أنهم عابوا عليه اختلاطه بالناس ومشيه في الأسواق فقال سبحانه حاكياً عنهم: {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ}⁣[الفرقان: ٧]، ولن نقفو إن شاء الله إلا أثره، ولن نسلك إلا منهاجه؛ ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيي عن بينة، {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ٨٨}⁣[هود: ٨٨]، {هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ١٠٨}⁣[يوسف: ١٠٨]، {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ١٢٩}⁣[التوبة: ١٢٩].

  والحمد لله رب العالمين، وصلواته على نبيه الأمين محمد، ووصيه علي أمير المؤمنين، وعلى الأئمة من ذريتهما الطيبين، وسلامه عليهم أجمعين، وحسبنا الله ونعم الوكيل.