كتاب الدعوة الشريفة المنصورية العامة
  الستور، بل أواسيكم بنفسي في جميع الأمور، أذاكر عالمكم في معاني علمه، وأدل جاهلكم إلى سبيل رشده، وكيف لا أفعل ذلك والله عز من قائل يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ}[الأحزاب]، {وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ٦}[الممتحنة: ٦]، ونحن أولى الناس بالتأسي به؛ لأنا لحمه ودمه ولحمته وذريته، وقد حكى الله سبحانه عن المشركين أنهم عابوا عليه اختلاطه بالناس ومشيه في الأسواق فقال سبحانه حاكياً عنهم: {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ}[الفرقان: ٧]، ولن نقفو إن شاء الله إلا أثره، ولن نسلك إلا منهاجه؛ ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيي عن بينة، {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ٨٨}[هود: ٨٨]، {هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ١٠٨}[يوسف: ١٠٨]، {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ١٢٩}[التوبة: ١٢٩].
  والحمد لله رب العالمين، وصلواته على نبيه الأمين محمد، ووصيه علي أمير المؤمنين، وعلى الأئمة من ذريتهما الطيبين، وسلامه عليهم أجمعين، وحسبنا الله ونعم الوكيل.